أصحاب الهمم هم الأفراد المصابين بالاختلال الجزئي أو الكلّي أو القصور، سواء أكان دائمًا أم مؤقتًا، ويعانون منه في القدرات الجسدية أو الحسيّة أو النفسية أو العقلية، وكذلك في الاتصال والتعليم، بالتالي تكون قدرتهم على تلبية المتطلبات اليومية والعادية محدودة، لذا برز دور الإمارات في دعم أصحاب الهمم المميزين.
قام نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالإعلان عن إطلاق مسمّى أصحاب الهمم على ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصّة، وجعل إحدى المهام الوظيفية في المؤسسات الخدمية هي مسؤول خدمات أصحاب الهمم، وفيما يلي نتحدث بتوسّع أكبر عن دور دولة الإمارات في هذا الشأن:
تم وضع مجموعة من القوانين في دولة الإمارات العربية المتحدة للتنويه على ضرورة توفير النطاق البيئي الملائم لكافة الأفراد من أصحاب الهمم، والذي يضمن لهم الحصول على جميع الخدمات والحقوق، وقد ظهرت الإسهامات المختلفة من قبل دولة الإمارات في تقديم الدعم والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف المجالات والأصعدة.
حيث عملت دولة الإمارات على التمكين والدعم عن طريق تسهيلات وخدمات بالمجالات التعليمية والصحية، وكذلك توفير فرص مهنية ووظيفية وغير ذلك، ويمكن اعتبار تلك الحماية والرعاية الاجتماعية لأصحاب الهمم من الإنجازات البارزة في الإمارات، حيث إن المواطنين الذين تواجدوا بالدولة لهم الأحقية بذلك.
تم تصنيف ذوي الاحتياجات الخاصة في تلك الفئة ليحصلوا على المساعدات شهريًا بالاستناد إلى القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 2001، وتم الاعتماد على سياسة حماية أصحاب الهمم في دولة الإمارات من قبل مجلس الوزراء، فهو ما يجنبهم التعرض للإساءة، ويُمكنهم هم وأولياء أمورهم والعاملين معهم من التعامل مع كافة أشكال الإساءة.
يتمثل ذلك في الدفاع عن أصحاب الهمم، والكشف مبكرًا عن أنواع الإساءة التي يُحتمَل حدوثها، والتي قد تكون موجهة لهم، بالتالي تم وضع القوانين الصارمة فيما يرتبط بحقوق صحاب الهمم مع توفير كل الخدمات التي تدعم القدرات والإمكانيات المختلفة لديهم، بالتالي تتأمّن لهم الحياة الكريمة والعيش اليسير.
يتم تطبيق شعار “لكلّ طفل الحقّ في التعليم” داخل نواحي دولة الإمارات العربية المتحدة كلها، وتم وضع الأسس القانونية الاتحادية التي تُلزم بالتعليم لجميع الأعمار وحتى عمر 18سنة، وتدعم خدمات التعليم وتوفّر جميع المستلزمات والأدوات والوسائل أو الطرق التربوية، والتي تتخصص لتفعيل الدور التنموي في المجتمع بصورة كاملة.
في دولة الإمارات العربية المتحد ستجد الكثير من الوظائف المتوافرة لأصحاب الهمم، والتي يتحقق بها التكافؤ والعدل للمواطنين من تلك الفئة، حيث تسجل الدولة أسماء أصحاب الهمم في القطاع العام والقطاع الخاص، وتوظفهم في المجالات الملائمة لهم والمميزة، ومن الأمثلة على ذلك مقهى النحلة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي لتجسيده مفاهيم اللامستحيل.
ينصّ القانون على أن: “لصاحب الاحتياجات الخاصة المواطن الحق في العمل وفي شغل الوظائف العامة، ولا تشكل الاحتياجات الخاصة في ذاتها عائقا دون الترشيح والاختيار للعمل، ويراعي عند إجراء الاختيارات المتعلقة بالكفاءة للالتحاق بالعمل الاحتياجات الخاصة لمن تسري عليهم أحكام هذا القانون”.
تم إنشاء العديد من مراكز التأهيل الخاصة بأصحاب الهمم، وأطلقت البرامج التي تدخل ضمن دور الإمارات في دعم أصحاب الهمم؛ منها على سبيل المثال مركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم، ومركز دبي للتوحد، ونادي دبي للمعاقين، وتور دبي، ومركز دبي للرعاية الخاصة، وجمعية الإمارات للصم، وبرنامج تمكين.
بالإضافة إلى مؤسسة الإمارات، ومركز الفجيرة للتأهيل، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ونادي الثقة للمعاقين، وغير ذلك من المراكز التأهيلية المتميزة التي تسعى في تحقيق أهدافٍ سامية، وشاملة لكثير من دور رعاية أصحاب الهمم التي تتوزع في كافة الإمارات السبعة.
برزت إسهامات الإمارات في إطار دعم ورعاية أصحاب الهمم أو ذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع النقل، حيث صُمّمت غالبية الحافلات العامّة لتكون متوافقة مع احتياجات ومتطلبات تلك الفئة، ومن المتاح حجز سيارة الأجرة المخصصة لهم في غالبية الإمارات بالدولة، كما قامت حكومة أبوظبي بمنحهم بطاقات الخصم الإلكترونية.
بالتالي تتوافر أمامهم فرصة الحصول على الخصم ونسبته 50% على التعرفة الخاصة بسيارات الأجرة، وقد تم توفير بطاقات الأجرة بالمجان مما يحقق يُسر التنقّل المجاني لمدى الحياة، وذلك في كافة أنواع المواصلات العامّة بالعاصمة أبوظبي والحافلات المميزة، ويمكنك أن تتعرف على المزيد حول تلك الخدمة عبر التواصل على الرقم التالي: 353 535 600
منحت دولة الإمارات تصريحًا لأصحاب الهمم وكبار السنّ ممن تتجاوزوا ستين عامًا بالوقوف المجاني في النواحي العامّة للمواطنين، كما خصصت مواقف لسيارات تلك الفئة في جميع المناطق بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد عملت جهات النقل المحلية على إصدار بطاقات التصريح حال تقديم الطلب بكفاءة وسهولة.
مما تضمنه دور الإمارات في دعم أصحاب الهمم هو خدمات الطوارئ التي تتيح الإمكانية للإبلاغ عن أي من الحالات الطارئة أو الحوادث، وتسمح بالتواصل مباشرة مع جهة القيادة العامة لشرطة العاصمة أبوظبي، وذلك من خلال الرقم (5999) بإرسال رسالة نصيّة إليه.
تطوّر البرنامج ليوفّر الاستجابة الفعّالة والفورية عن طريق الربط مع قاعدة البيانات، والتي تحوي على جميع البيانات المتعلقة بأصحاب الهمم ممن تم تسجيلهم في مؤسسة زايد العليا، عندما تستلم الرسالة إذًا سوف يُصنّف البرنامج البلاغ إلى الجنائي أو المروري حتى يوفّر مساعدةً على الفور.
بعد معرفة دور الإمارات في دعم أصحاب الهمم بصورة عامّة نتطرق إلى عرض أبرز ما تقدمه الجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتدعم أصحاب الهمم، فهي تسعى في تحقيق المساواة ما بين أصحاب الهمم والأصحاء، ولا تميّز ما بينهم في توفير المتطلبات الخاصة على كافة سياسات التنمية الاقتصادية وسياسات التنمية الاجتماعية وكذلك البرامج والتشريعات المختلفة، وفيما يلي نعرض مبادرات مجتمعية هامّة قامت الجهات الحكومية بإطلاقها في الدولة لتدعم ذوي الاحتياجات الخاصة: