تعتبر الأمطار من الموارد المائية والعناصر الرئيسية التي تحقق استدامة الأمن الغذائي في كافة المناطق، ويقل هطول الأمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف الدول الأخرى المصابة بشُحّ المطر والتي تمتاز ببيئة صحراوية مائلة للجفاف، ومن المشاريع المبتكرة التي لجأت إليها الإمارات لحل تلك المشكلة هي تلقيح السحب، لذا نعرض لك أهم المعلومات حول الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يلي:
من الممكن تعريف عملية الاستمطار على أنها محاولة لإسقاط الأمطار بأساليب غير طبيعية من السحب المتواجدة بالسماء،وهو ما يشير إلى معنى التحكم أيضًا بنوع أو كمية هطول الأمطار من السحب من خلال تشتيت مواد معينة بالهواء لتكثيف السحب وتشكيلها بطريقة صناعية.
وهو ما يُحدِث تغييرات محددة في كل سحابة من الناحية الميكروفيزيائية، بالتالي تُصبِح عملية هطول المطر أسرع وفق أماكن محددة تحتاج إلى زيادة منسوب الأمطار بها وإدرار السحب عن المعدل الطبيعي المنخفض.
هدفت عملية الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق عدة أمور متكاملة، ومن أكثرها أهمية الآتي:
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول الخليج العربي التي استخدمت تقنية تلقيح السحب أو الاستمطار، وهي من الإنجازات الكبيرة التي حققت نجاحًا مذهلًا وزاد تطورها وتقدمها بهذا المجال عن طريق دعم البحوث العلمية وكافة القائمين عليها، وأصبحت الآن من الوجهات التي يُعتمد عليها وأحد المراكز العالمية لكل بحوث تعديل الطقس.
وذلك لضرورة تطويرها التي آمن بها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لذا تم استغلال ونقل هذا النوع من العلوم بما يعود على المواطنين بالمنفعة، وحدثت نقلة نوعية في مجال الاستمطار بدولة الإمارات لجهودها الكبيرة التي استخدمت بها استراتيجيات وتقنيات حديثة ومبتكرة.
تم إصدار جائزة عالمية سنة 2003م للاستمطار في الإمارات كتكريم وتشجيع للعلماء خلال إنشاء القاعدة الموحدة الشاملة لكل ما توصلوا إليه، كما أُصدِر قرار من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإنشاء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في سنة 2007م.
ويسعى هذا المركز في القيام بكثير من المهام الأساسية التي تتضمن إدارة عمليات الاستمطار بالإمارات وذلك عند اعتمادها على شبكة الرادار للطقس، وتكاثفت الجهود بمجال استمطار السحب وبحوث علومه ومبادراته البحثية، وقد تبلور هدف البرنامج حول تعزيز الأمن المائي بالمناطق الجافة أو شبه الجافة في نواحي العالم، مع التشجيع على تمويل الشراكات البحثية وتمويل البحوث على مستوى العالم.
يتم الاعتماد بعملية الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة على تلقيح السحب من خلال الطائرات الخاصّة التي جُهزت بالتقنيات والأجهزة الحديثة التي تستخدم بهذا المجال، بالإضافة إلى استخدام أبحاث الغلاف الجوي، مع إمكانية تحمّل الظروف الجوية السيئة بشكلٍ خارق.
تبدأ تلك العملية بإقلاع الطائرات المخصصة لتصل إلى سحب محددة، ثم تُحقَن تلك السحب بالشعلات ويُنشَر الرذاذ الذي يتكون من من مواد كيماوية في أسفل السحب أو فوقها، وبعد ذلك تحدث عملية التكاثف التي تزيد من حجم وشكل القطرات أكثر، وهو ما يمنع السحابة من حملها مما يؤدي إلى هطول الأمطار على الأرض.
مع العلم أن السحب تُرصد من خلال الأمار الصناعية تحت إشراف الخبراء في المركز الوطني، والذين يعملون على توجيه الطائرات إلى كل مساحة سحابية مناسبة، وذلك لإتمام عمليات التلقيح والمتابعة، مع العلم أن المواد الكيماوية المستخدمة في الاستمطار لا تتسبب في الضرر، حيث يتم استعمال أملاح طبيعية مثل كلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم.
وقد شملت أساليب الاستمطار المولدات الأرضية التي وضعت في مواقع مرتفعة، والتي كانت بداية استخدامها منذ 2019م، وهي تساعد في تلقيح السحب بالمواد والتقنيات التي تصنف كصديقة للبيئة، وتجهز المولدات ذات الثمانية والأربعين شعلة من الأملاح الطبيعية، ويتم التحكم بتلك المولدات من خلال غرفة العمليات المتواجدة بالمركز الوطني للأرصاد.
إن التركيز الأكبر لعمليات الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة يكون في النواحي الجبلية والشرقية، ويرجع ذلك إلى تكرار عملية تكوين السحب الركامية على امتداد سلاسل الجبال، والأمر ذاته بالنسبة إلى المولدات الأرضية التي توضع على القمم الجبلية في دولة الإمارات.
حيث تتمثل في المواقع الرئيسية للالتقاء ما بين التيارات الهوائية، والتي تتجه من النواحي الشرقية والغربية، مع العلم أن الزيادة في كمية الأمطار التالية لعملية الاستمطار وصلت إلى نسبة 30% وحتى 35% في أجوائها النقية.