أمثال شعبية إماراتية مع الشرح

أمثال شعبية إماراتية مع الشرح

المثل هو عبارة قصيرة موجزة تحمل معنى كبيرًا، ويذكرها الشخص بصورة تلقائية في مواقف محددة لتوافق دلالة المثل مع الحدث فينعكس تأثيره على نفسية سامعه، وغالبًا ما تكون الأمثال متوارثة تناقلتها الأجيال في الإطار الثقافي المجتمعي، وقد زخرت ثقافات الشعوب في دولة الإمارات العربية المتحدة بتتبع أسلوب ضرب الأمثال الذي يُجسد الأفكار ويعكس الثقافة والتراث وهو جزء رئيسي من عادات وتقاليد الدولة التي تعد مصدر فخر لمواطنيها، وقد تعددت نصوص الأمثال الشعبية الإماراتية القديمة ذات الشكل الموجز والمعنى البليغ العميق، لذا نعرض عبر زووم الإمارات أمثال شعبية إماراتية مع الشرح في السطور التالية:

• اللي ما عنده عمل يكاري له جمل واللي ما عنده حيلة يلعب التيلة: في المثل دعوة إلى العمل بجد والاجتهاد وتجنب الفراغ والبطالة والكسل، ويكاري له جمل تأتي بمعنى يستأجر، والتيلة هي من الألعاب الشعبية الإماراتية عبارة عن كرات زجاجية ملونة.
• السمكة الخايسة تخيس السمك كله: يشير إلى عدم مخالطة الأشخاص السفاء الذين تنعدم لديهم المروءة، ويعني أن السمكة الفاسدة تُفسد السمك كله، وهو يتشابه مع معنى الشر يعمّ، وقيل بأنه مشابه للمثل القائل “برك مع اليرب في مبركهم ما سلم من يربهم”.
• من طالع غيره قل خيره: في المثل نهي عن مراقبة الناس وحسدهم، حيث إن الحسد يقتل صاحبه ويقلل خيره، وهو متشابه مع المثل القائل “من راقب الناس مات همّا”.
• من بغاه كله خلاه كله: يدخل ضمن الأمثال الاقتصادية، وفيه توضيح لعاقبة الطمع، فينتقد الطمه وأهله، لأن القناعة كنز لا يفنى، وقيل بصيغة أخرى “من بغى شي خلا شي”.
• إذا ياتك العويه من السفية خلها: كلمة عويه معناها أمر خاطئ، ويعني المثل بالمجمل أنه إذا أصابك مكروه من السفيه فلا تعره اهتمامًا، ويُذكر هذا المثل في المواقف التي نرغب بمنع شخص ما فيها من الرد على شخص آخر تسبب له بالأذى، ففي ذلك ترّفع عن الرد على السفهاء؛ فإكمال المثل هو “ما ينشق الثوب بين عاجل ومجنون” والعاجل بمعنى العاقل.
• انفخ يا شريم قال برطم ما هست: معنى كلمة برطم هي الشفة، ومعنى كلمة الشريم هو صاحب الشفة المشقوقة، ويعنب المثل أن الشخص الذي يتصف بالشفاه المشقوقة لا يتمكن من النفخ، وفيه دلالة على من يتمنى أمر ما لكن لا يستطيع الوصول إليه لوجود عقبات، وتعريف الأشرم من شقت شفتاه لحادث أو خلقة ربانية، والمثل قريب لقول “قال انفخ يا شريم قال ما من برطم” أي ليس لديه شفاه ليكون قادر على النفخ.
• الحسود لا يسود: يدل المثل على أن الحسد لا يثمر لصاحبه خيرًا، فلن يحصل الحسود على خير من حسده بل سيظل تعيسًا وبائسًا طوال عيشه، ومعناه أن الحاسد لن يكون سيدًا على الإطلاق، ولن يتفوق أو يصل إلى نعمة ومكانة عالية بحسده، حيث إنه يُهدر الوقت والجهد في المراقبة وتمني الأذى.
• الزبيبة ما تشبع لكنها تطيب الخاطر: في المثل دلالة البساطة والمعروف الصغير الذي يكون مفعوله وتأثيره أكبر، فعلى الرغم أن حبة الزبيب أو العنب الجاف صغيرة وبمثابة شيء متواضع إلا أن إعطاءها لشخص وإهداؤه بها يطيب خاطره ويسعده لمعرفته أنك تشعر بالتقصير تجاهه وترغب في إهدائه شيء أكبر، وفي المثل دعوة لمساعدة المحتاجين.
• الصديج قبل الطريج: يؤكد المثل على أهمية الصديق ودوره الكبير فالمرء على دين خليله، ويحمل معنى وجوب اختيار الصديق بعناية قبل اختيار الطريق وأو السفر، ولا يقتصر معناه على صديق فقط بل كافة الأمور في الحياة من زوج أو شريك أو غيره، وهو يشابه المثل “الجار قبل الدار”.
• العنز ما تشوف ذيلها: يشير إلى الإنسان الذي لا يبصر عيوبه ولا يصدق من يخبره بها، لكنه يبصر عيوب من حوله وغير من الأشخاص ويعظمها ويهولها وينشرها فلا يتكتم عليها أو يسكت عنها.
• من خاز عن داره قل مقداره: في المثل دعوة إلى التمسك بالأرض، ويعني أن من يخرج من بيته أو أرضه أو وطنه وهو مستغنٍ عنها ويشرع بالبحث عن مكان آخر فإنه يفقد قدرَه فيه غالبًا، وهو يتشابه مع المثل القائل “من زرع في بلد غير بلده لا له ولا لولده” فلا خير في مكان لا يملكه الإنسان، وفيه حث على الانتماء للوطن أيضًا.
• ايقط خيط وخيط: معنى كلمة ايقط هو يرمي، ويذكر المثل للشخص إن لم يكن في وعيه، فحينها لا يحسن الكلام أو التعبير، ويخطئ فيما يرغب بإيصاله من معاني، فيكون متخبطًا في كلامه ويقط خيط وخيط أي كلام دون ترتيب أو معنى.
• حظه يكسر الحصى: يحمل المثل دلالة التحلّي بحظ جيّد، فالظروف قد تهيأت لصاحب هذا الحظ بأنه يسكر الحصى رغم الصعوبات، وفي صيغة أخرى يُقال “حظ يفلق الصخر” أو “يفلق الحجر”.
• إذا بغيت الجود دق أهله: يحمل المثل معاني الكرم والجود ويشيد بالكرماء، ومعناه هو إذا رغبت وأردت الكرم والعطاء عليك قصد باب أهل الكرم أو الكرماء، وهو يتشابه مع المثل المتضمن قول “الغني غني النفوس مب غني الفلوس”.
• الشيفة شيفة، والمعاني ضعيفة: يُذكر المثل في موقف مقابلة شخص له هيئة جذابة وحسنة إلا أن أخلاقه وطباعه سيئة، لذا يجب عليك ألا تنخدع بالمظاهر، ويحمل هذا المثل جانبًا اجتماعيًا ملموسًا.
• الحي يحييك، والميت يزيدك غبن: معنى كلمة الحي هنا هي الذكي، والميت هو الغبي، أما كلمة الغبن فتعني التعب والهم، لذا على الشخص ألا يُخالط الأغبياء، وأيضًا إشارة إلى أن الشخص الفطين الذكي سوف يريحك ويُبعد الهم عنك، أما الشخص الأحمق أو الكسول سيزيدك همًّا فوق همّك.
• تموت الدياية وعينها على السبوس: في المثل دلالة على الطمع، وهو يعني أن الذي يطمع في الدنيا سيظل يركض خلفها حتى وإن اقتربت نهايته، وتأتي كلمة الدياية بمعنى الدجاجة، والسبوس بمعنى العلف.

أمثال إماراتية شعبية قديمة ومعانيها

استكمالًا لعرض أمثال شعبية إماراتية مع الشرح نذكر أهم الأمثال الأخرى مع معانيها، والتي حملتها الثقافة الغنية في دولة الإمارات العربية المتحدة ليتوارثها أبناؤها أبًا عن جدّ، فقد اهتم العرب بالأمثال لمساعدتها على إيصال المعاني بطريقة واضحة ومنمقة، فمن المتعارف عليه أن العرب يتباهون بفصاحتهم وتنسيقهم الكلمات بشكل يجذب السامعين، والشعب الإماراتي دائمًا يفخر بتاريخه لترسيخ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- قيمة في شعبه أن من لا يملك ماضيًا لا يملك حاضرًا، وفيما يلي بعض الأمثال الإماراتية الشعبية المميزة:

• عدوك موب من قال فيك، عدوك من بلغك: يشير إلى أن العدوّ الحقيقي هو الذي نقل الكلام لك وليس من تحدث من خلفك، وفي المثل دعوة لتجنب الوشاية والابتعاد عن الواشين وعدم الاستماع لهم، وتجنب السير بين الغير بالقيل والقال والهمز واللمز.
• سيل ما يبلك، ما يهمك: يشير إلى أن المطر الذي لا يصل إليك لا يكون لك، وفي المثل دلالة على صد الشخص وردعه عن التدخل في أمور لا تعنيه، كما أن الأزمات المتعلقة بغيرك وهو يعاني منها لا تعنيك، فعليك الاهتمام بشؤونك وحسب.
• إذا ما طاعك الزمان طيعه: لا بد للإنسان أن يتكيف مع الأمور من حوله والأحداث، فهي مقدرة له، فالمقصود هو إن لم يكن الزمان كما تمنيت وجميع الناس من حولك ضدّك أو الظروف عكس المتوقع، فإن عليك مسايرتها والتأقلم معها.
• اللي ما يعرف الصقر يشويه: يشير إلى شخص يقوم بأمر هو جاهلٌ به، أو يؤدي حرفةً لا يفقه بها شيئًا، ولهذا المثل قصة تحكي أن الصقر كان وسيلة صيد ومصدر رزق لأحدهم فكان يحبه كثيرًا، وفي يوم أطلقه فلم يعد، فلما سأل راعٍ قال له لا أعرف طيرك، ولكن جاء طيران ضربتهما بالعصا وذبحتهما، وكان يشويهما، فلما عرف الرجل أن صقره أحدهما غضب على الرجل وبكى وأطلق هذا المثل.
• الفضول قتل العيوز: كلمة العيوز بمعنى العجوز، حيث تم أخذ المثل من قصة ماتت بها عجوز نتيجة فضولها، لذا يحمل المثل دعوة عن تجنب الفضول والابتعاد عنه.
• تابع المساعيد تسعد: فيه دعوة إلى حسن اختيار الأصدقاء، وكلمة تابع بمعنى لازم أو صادق، وكلمة المساعيد أي السعداء، فمن يصاحب السعداء تنتقل إليه روح التفاءل منهم ويسعد أيضًا، وهو قريب من المثل القائل “الصاحب ساحب”.
• حاسدين الفقير على موتة اليمعة: كلمة اليمعة بمعنى الجمعة في اللهجة الإماراتية، ويدعو المثل إلى تجنب الحسد، ومعانها أن الناس يكثرون الحسد، لدرجة أن الفقير الذي لا يمتلك شيئًا من متاع الدنيا يُحسد إذا مات في يوم الجمعة.
• من طول الغيبات ياب الغنايم: معنى كلمة ياب اي أحضر أو جلب، ويذكر هذا المثل في موقف من أطالغيابه وتأخر كثيرًا، وهو يتشابه مع المثل القائل “الغائب عذره معه”، وينعكس المثل بالاطمئنان على أن من غاب ليس قليل اهتمام أو غيابه نابع من جفاء، بل هو غياب لمصلحة وعذر، والمثل يُشعر المتلقي بالتفاؤل للغيبة ويجعله يُحسن الظن.
• اللي ما يعرفك ما يثمنك: أي أن الأشخاص الذين لا تكون بينكم عشرة ومواقف كثيرة ومعرفة شاملة للطباع لن يقدرون مكانتك الحقيقية ولن يوفوك حقّك، فالشخص سيضع لك قيمة في نظره ويقلل من محاسنك تستند إلى التعامل معك لفترة محددة، لكن قيمتك أكبر من ذلك بالفعل ومحاسنك أكثر، ويقال بصيغة أخرى “اللي ما يعرفك يجهلك”.
• حلاة الثوب رقعته منه وفيه: دلالة على وجوب اجتماع الإنسان مع الأشخاص الذين هم من فصله وأصله، ويشمل ذلك نواحي كثيرة كالزواج أو العمل أو غير ذلك، كما يدل على أن التمسك بأصل الشيء يجعله أكثر جمالًا.
• البعد بعد القلوب موب بعد الدروب: الموقف الملائم للمثل هو موقف العتب لشخص لا يسأل عن الأحباب، فالبعد الحقيقي هو بعدهم عن باله وقلبه وليس بعدهم عن أرضه ومكانه.
• اللي في القدر يطلعه الملاس: يتشابه هذا المثل مع المثل القائل “بكرة بدوب الثلج وببان المرج” ويعني أن الأخبار المخفية والمستترة ستظهر في نهاية المطاف أو مع مرور الأيام، وكلمة الملاس تعني المغرفة، وهي التي يؤخذ بها المرق من القدر.
• حلي لسانك تلقا الناس خلانك: في المثل صيغة أمر بأن يجعل الشخص لسانه حلوًا وكلامه عذبًا لكي لا ينفر منه الناس، فيجب عليه انتقاء أطيب وأرقى الألفاظ خلال حديثه، ويتجنب السوء في كلامه لكيلا يصبح فظ اللسان فيبتعد عنه من حوله، ولا يقتصر ذلك على أقواله فقط بل أفعاله أيضًا.
• لو كل من يا ونَجَر ما تم في الوادي شجر: يدل على أن لكل حرفة شخص متخصص بها يقوم بفعلها وأدائها بشكل جيد، فلو أن الأشجار متاحة لكل شخص لديه فأس لنفذت نتيجة قطعها بحاجة أو غير حاجة من قبل الناس كلهم.
• بو طبيع ما ايوز عن طبعه: كلمة ايوز بمعنى يبتعد، ويشير المثل إلى أن كل فرد يمتلك طبع ما أو صفة معينة يصعب عليه أن يتخلص منها أو يستغني عنها، وفي غالبية الأحيان يُقال المثل كدلالة على صفة سيئة.