قصص من التراث الشعبي الإماراتي

زووم الامارات
قصص من التراث الشعبي الإماراتي

قصص من التراث الشعبي الإماراتي

يزخر التراث الشعبي الإماراتي بالكثير من القصص التي تحمل بين طياتها الكثير من العبر والعظات المختلفة، ويتوارثها الإماراتيون جيلا وراء آخر وهو ما الذي جعل الكثير من تلك القصص ما زالت حية حتى يومنا هذا، فبالرغم من التطور والتقدم الهائل التي قد شهدته دولة الإمارات في السنوات الأخيرة إلا، وأن هذا لم يجعلها تفقد هويتها أو تراثها الشعبي، ولا تزال حتى هذه اللحظة متمسكة به تمسكا شديدا ومن خلال النقاط التالية سوف نستعرض أهم قصص من التراث الشعبي الإماراتي وهى:

قصة بابا درياه (أبو البحر)

  • وهي إحدى القصص التي كانت منتشرة بكثرة لدى الأهالي الذين يسكنون في المدن الإماراتية المطلة على البحر، وتحمل هذه القصص الكثير من الرعب لكونها تحكى عن إحدى الشخصيات من عالم الجن، ويسمى بابا درياه ومن الجدير بالذكر أن هذا الاسم هو في الأصل اسم فارسي يعني أبو البحر، ولقد تم صياغة هذا القصة بصيغتين مختلفتين وهما:
    • الرواية الأولى: وفي هذا النسخة اعتاد الناس تداول القصة على أن بابا درياه هو جن يسكن في البحار، ولقد اعتاد أن ينقض على قوارب الصيادين في الظلام الدامس وتحديدا ما بين صلاة العشاء والفجر بسبب ظلام البحار الشديد في هذه الفترة، ويقوم بخطف أحد الصيادين أو البحارين ليقوم بابتلاعه وإغراق السفينة لقتل من فيها جميعا، وفي هذه الأوقات يقوم أحدهم بالنداء على باقي الصيادين عندما يشعر بوجوده، ويقول “هاتوا الميشارة والجدوم” وبمجرد أن يسمع الجني هذه المقولة سرعان ما يختفي، ويتوارى عن الأنظار سريعا، ولا أحدا يعرف ملامحه على وجه التحديد، بالرغم من انقضاضه الدائم على الصيادين بسبب ظلام الليل، ولكنهم بحسب ما يتداوله الناس فهو رجل طويل وقوي البنية للغاية.
    • الرواية الثانية: سماع صياح بابا درياه من قبل من يدخلون إلى البحار لا سيما في الليل التي يزداد فيه صياحه بشدة، ولكن يأبى البحارون إنقاذه اتقاء لشره؛ لأنهم يعلمون جيدا إذا حاول أحد منهم إنقاذه، فسوف ينقض عليهم ويسرق كافة المؤون والطعام والشراب منهم، ولهذا السبب فإن البحارين يرفضون الانصياع لصرخاته ويحاولون معالجة الأمر والتغلب على خوفهم عن طريق قراءة بعض السور من القرآن الكريم والتضرع إلى الله بالدعاء لكي يبقى بعيدا عن السفن دون أن يصيبهم بأذى، وبحسب ما يرويه أحد الخبراء في عالم القصص والتراث إلى أن الأهالي الإماراتيين قد قاموا بتأليف تلك الروايات المختلفة حتى لا يضطر أولادهم إلى الذهاب إلى البحر في الليل.

قصة أم الدويس

  • وهي أيضا إحدى قصص الرعب الإماراتية التي تحكي عن إحدى النساء الغاية في الجمال والتي تهتم كثيرا بنفسها، وتضع أفضل العطور لكي تجذب الرجال إليها أثناء السير في الطرقات.
  • تقوم باجتذاب الرجال إليها في البداية الذين ينبهرون سريعا بجمالها الآخذ وفي النهاية تقوم بقتله.
  • تتواجد أم الدويس في كافة الأماكن، ولا تظهر في منطقة محددة وحسب، وطبقا للأسطورة فهي لا تظهر للرجال فقط، بل تظهر للنساء والأطفال والعجائز أيضا، ولكن بحسب السائد فإنها تظهر للفتيان.
  • تحكي الأسطورة إلى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل قادم من خورفكان إلى مدينة كلباء على حماره في إحدى المناطق الخالية من السكان، ويري حينها إحدى الفتيات شديدة الجمال ذات رائحة شديدة الجاذبية وما جعله ينجذب إليها بصورة أكبر هو إشارتها إليه لكي يتبعها، ولكنه إذ فجأة يستيقظ من غفلته، ويطرح على نفسه سؤالا هاما ما الذي قد يأتي بفتاة جميلة مثلها إلى هذا المكان في الليل ليدخل الشك إلى قلبه، ويتأكد بأنها ليست بشرا عاديا.
  • بدأ الرجل بعدها في قراءة آيات من الذكر الحكيم وبعض الأدعية في سره إلى أن اختفت أم الدويس من أمامه.
  • تروي أيضا إحدى الفتيات قصتها مع أم الدويس قائلة “جاءت لي إحدى الفتيات الصغيرات تطرق باب منزلي، وتستعجلنى لكي أذهب إلى البئر، وانتظرتني حتى أحضر قربتي، ولكن الشكوك قد ساورتني، وعرفت بأنها أم الدويس بسبب ملابسها ورائحتها الذكية وعينيها الغريبة التي تشبه القطط بشكل كبير ورفضت أن أذهب معها إلى البئر، وأغلقت الباب في وجهها مما أدى هذا الأمر إلى إثارة غضبها بصورة مفرطة، وظلت تصرخ إلى أن ذهبت.

قصة سلامة وبناتها

  • غبة سلامة هي أحد الجنيات الكبيرة الحجم، وهي تقوم بمهاجمة الصيادين المارين بمضيق هرمز عن طريق عمل دوائر في الماء لكي تقوم بإغراق السفينة المحملة بالبضائع وما أن يستشعر وجودها الصيادين حتى يقوموا بإلقاء البضائع والمؤون الموجودة معهم على ظهر السفينة وبالفعل بمجرد أن تقوم بابتلاع تلك البضائع تتركهم في حالهم وشأنهم.
  • ترجع أصل هذه الخرافة إلى إحدى السفن التي كانت تتجه من الساحل العربي إلى الهند وبسبب الأمواج العالية، وتلاطمها عن مضيق جب هرمز ووجود الجبال الصخرية في هذه المنطقة تشكلت دوامة كبيرة كادت أن تغرق السفينة، فجاءت فكرة ما في عقل الربان وهي أن يخبرهم بأن يقوموا بتخفيف حمولتهم وإلقاء جزء من أمتعتهم؛ لأن هناك جنية في البحار تريد أن تقوم بابتلاع السفينة وبمجرد أن قام بعضا منهم بإلقاء الأمتعة الموجودة معهم خف حمل السفينة للغاية، وتجاوزوا الخطر وما زالت هذه الخرافة متداولة بكثرة بين العديد من أبناء الشعب الإماراتي وبسبب مرور سنوات عديدة عليها هناك بعض التحريف قد أصابها.

قصة أم الهيلان

  • أم الهيلان امرأة عجوز ذات وجه قبيح يخرج منها الشرور ولديها قدرة هائلة عن إصابة الناس بالأذى بسبب عينيها الشريرة، وتلك الأسطورة تبرز خوف الإماراتيين من الحسد وإيمانهم به إيمانا عميقا، إذ تحكي إحدى السيدات إلى أنه في يوم من الأيام كانت مجتمعة مع عدد كبير من أصدقائها في بيت أحدهم، وجاءت سيدة عجوز متسولة تطرق الباب عليهم، وطلبت منه صدقة وكوب ماء، وهي ليست من نفس البلدة، بل قد جاءت من بلاد بعيدة إلى بلدتهم لكي تقوم بالتسوق، ولكنها سرعان ما شعرت بالعطش والتعب، وتريد أن تستريح قليلا، وأخذت تتحدث في العديد من الموضوعات المختلفة التي ليست لها أية علاقة ببعضها البعض، وهي تنظر يمينا ويسارا في كافة أرجاء المنزل بأعين حاسدة وناقمة، وبعد ذلك غادرت المكان دون أن تشرب من كوب الماء، أو يكن معها أية أمتعة أو مشتريات تشير إلى أنها كانت تتسوق، كما أن البيت الذي قصدته لم يكن قريبا من السوق.
  • بعد أن مرت أيام قليلة سمعت بمرض صديقتي صاحبة المنزل، وبقيت في فراشها مريضة يومين فقط إلى أن وافتها المنية وبعدها عرفنا إلى أن السيدة العجوز ما هي أم الهيلان.

خطاف رفاي

  • خطاف النساء الذي يظهر في البحر ليلا، ويمتلك خطافا يجعله يقوم بمطاردة ضحاياه حتى البر، ويستهدف بكثرة النساء اللواتي يخرجن في الليل قضاء حاجتهم في المناطق الخالية المطلة على البحار أو ما شابه ذلك، ولكن بالرغم من ذلك إلى أن هناك عددا كبيرا من النساء يهربن منه بسبب قراءتهم لآيات من القرآن الكريم وهو بالمناسبة لا يخشى الرجال حتى الأقوياء منهم.

اخترنا لك