مما لا شك فيه هو أن علم الدولة هو من الرموز السامية التي تعتز به كل واحدة منهم ولكل واحدا فيهم قصة ما يحملها ما بين طياته، ولقد حمل سعادة عبد الله محمد المعينة تلك المهمة على عاتقه، وقام بتصميم علم دولة الإمارات وهو بالمناسبة يعمل في منصب السفير بجمهورية التشيك.
يسرد السفير عبد الله محمد قصته مع تصميم علم الإمارات وهو عندما وقعت عيناه على إعلان لإحدى المسابقات الخاصة بالعلم الإماراتي في إحدى الصحف المحلية في أواخر سنة 1971.
كانت المسابقة قد أوشكت على الانتهاء وباقي من الزمن المعلن عنه ثلاثة أيام فقط، ويتم إغلاقها وبما أن سعادة السفير من الرجال الوطنين المخلصين فلطالما حلم بأن يترك بصمته الخاصة لوطنه الإمارات الحبيبة، ولم يتردد كثيرا في التقديم إلى المسابقة بتصميمه للعلم الإماراتي.
ذهب لشراء الأدوات الخاصة برسم التصميم الذي انتهى منه بعد قضاء ليلة كاملة لم يذق فيها النوم بعد تصميمه لستة نماذج مختلفة من العلم.
على ماذا تدل الوان علم دولة الامارات؟
لم يقع الاختيار على ألوان علم دولة ألغمارات من فراغ بل أن هناك دلالات عدة تحملها ألوان العلم المختلفة وتشتمل على التالى:
يرمز اللون الأبيض إلى العطاء وحب الخير والعطاء المنقطع النظير.
أما بالنسبة إلى اللون الأسود، فهو يدل على الجدية ورجاحة العقل وإقدام أبناء الوطن.
اللون الأخضر يرمز إلى التفاؤل والرخاء الذي تنعم به دولة الإمارات.
اللون الأحمر يرمز إلى الإقدام والجرأة الغير متناهية.
وقت الإعلان عن فوز تصميم عبد الله المعينة بمسابقة تصميم العلم الإماراتي
تم الإعلان عن الفوز بجائزة أفضل تصميم للعلم الإماراتي في يوم الثاني من شهر ديسمبر عام 1971 لتكون من نصيب عبد الله المعينة، ولم يستطع استيعاب فوزه بالجائزة والفخر الذي ملؤه بعدها.
كانت تبلغ قيمة الجائزة حينها حوالي 4000 درهم إماراتي، وهذا المبلغ مقارنة بما كان يطمح إليه ليكتب اسمه بعدها بحروف من ذهب لا يضاهيها أي قيمة مالية مهما بلغت.
من الجدير بالذكر هو أن السفير عبد الله المعينة أصبح أيضا له بصماته في السلك الدبلوماسي بعد أن تم تعيينه سفيرا لمدة 49 عاما وبفضل عمله الدؤوب قد تدرج في الوظائف، إذ أنه قد شغل منصب السفير في جمهورية تشيلي وكوريا والتشيك وبوليفيا وكوريا الشمالية.
بفضل نجاحه في العمل الدبلوماسي والحنكة السياسية التي يمتلكها عبد الله المعينة فلقد حصل على وسام التميز من رئيس كوريا وكذلك الرئيس التشيلي.
من هو أول من قام برفع علم الامارات
قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -تغمده الله بواسع رحمته-برفع علم الإمارات لأول مرة في تاريخ الثاني من ديسمبر لعام 1971 أثناء احتفالات يوم الإمارات الوطني الذي يحتفل فيه الإماراتيون بتوحيد البلاد.
نود أن ننوه أيضا إلى أن أطول سارية علم في الإمارات قد بلغت 123 مترا، وهي تقع على جبل جيس الواقعة بإمارة رأس الخيمة.
في السنوات الأخيرة استطاع علم الإمارات كسر أرقام قياسية في تجميع أكثر من 1000 علم إماراتي.
حرصت الحكومة الإماراتية ما بين الحين والآخر على رفع سارية العلم من فوق قمم مختلفة فعلى سبيل المثال بعد أن تم الإعلان بفوز الإمارات بتنظيم مهرجان إكسبو 2020 قام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم برفع العلم من فوق برج الخليفة بدبي.
في سنة 2016 تم رفع العلم من فوق قمة إيفرست بعد أن نجح الجيش الإماراتي بتسلق قمة الجبل الأعلى في العالم بطول يبلغ 8848 متراً، ووضع علم الإمارات عليه.
في عام 2010 نجح أحد القادة الإماراتيين في تسلق سلسلة جبال الهيمالايا بوضع علم الإمارات عليها، وفي هذا التاريخ كان العلم الإماراتي يوضع لأول مرة عليها.
في سنة 2013 تم صنع لوحة مكونة من الفسيفساء لعلم الإمارات وبسبب المساحة الشاسعة للوحة والتي قد بلغت 168 متر مربعاً دخل العلم موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
في السادس من شهر ديسمبر بعد أن تم اعتماد العلم الإماراتي تم رفع العلم في مقر جامعة الدولة العربية بعد أن أصبحت أحد أعضائها
من الجدير بالذكر هو أن العلم رمز للهوية والانتماء الإماراتي، إذ إن دولة الإمارات لم ترتق إلى مكانتها في الوقت الحاضر إلا بفضل تمسكها وحفاظها على الهوية التي يعتبر العلم واحدة من أدواتها.
يعد الأيقونة الثابتة للبلاد ومنذ أن تم اعتماده بألوانه المختلفة عام 1971 الذي يحمل كل واحدا فيهم رمزية؛ ولهذا السبب فإن القانون الإماراتي يعاقب كل من حاول أن يقوم بإهانة علم البلاد أو محاولة إتلافه إذ تعتبر إهانة لهوية البلاد، وتشتمل العقوبة على الحكم بالسجن لمدة لا تزيد عن ستة أشهر أو عن طريق فرض غرامة لا تزيد عن الألف درهم إماراتي بسبب الارتباط الوثيق بين العلم وتاريخ البلاد، وهذا لا ينطبق على دولة الإمارات وحسب، بل على كافة أعلام الدول الأخرى أيضا.
فضلا عن رفع العلم الإماراتي في مقر هيئة الأمم المتحدة بعد أن تم الإعلان عن كونها العضو رقم 132.
بسبب الشهرة العالمية التي قد حققتها دولة الإمارات والمكانة التي استطاعت أن تبنيها فلقد رفرف العلم في بعضا من دول العالم، ودورها الجوهري في استيعاب كافة الثقافات والمعتقدات.
احتفالات يوم العلم الإماراتي
تم اختيار يوم الثالث من نوفمبر ليكون يوم الاحتفال بالعلم الإماراتي وهذا هو اليوم الذي قام فيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتولي مقاليد حكم وإدارة البلاد ورفع العلم من قبل سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1971 بعد أن وقع الاختيار على العلم ليكون رمز للبلاد.
يحتفل المواطنون الإماراتيين بصورة سنوية بهذا اليوم كثيرا، وتشهد البلاد مظاهر عديدة من الفرحة والبهجة تملىء البلاد، ويظل الاحتفال حتى الثاني من ديسمبر الذي يتم الاحتفال به بالعيد الوطني الإماراتي.
من ضمن المظاهر الاحتفالية بهذا اليوم هو رفع العلم الإماراتي من شرفات المنازل، وكذلك في الساحات الخارجية، فضلا عن المسابقات التي تستهدف الأطفال لتعريفهم بهذا اليوم والمراسم والورش.
تحرص المدارس أيضا في هذا اليوم على تنظيم بعض العروض الغنائية والأناشيد الوطنية ورسم العلم الإماراتي من قبل بعض الطلاب، فضلا عن الكلمات الوطنية التي يلقيها المواطنون في هذا اليوم.
يتم إقامة الحفلات المنزلية من خلال تزيين البيوت بالأعلام بألوانها الزاهية، كما أن الإعلام يتم تعليقها في كافة شوارع البلاد وعلى كافة المؤسسات الحكومية فضلا عن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وعبارات التهاني التي يتبادلها المواطنون فيما بينهم.
يتم تنظيم بعض الأبيات الشعرية الوطنية، ويتم إلقاؤها في الأمسيات الاحتفالية.
تحرص الحكومة الإماراتية على عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي قصة اختيار العلم
تم اعتماد يوم للاحتفال بيوم العلم الإماراتي لتعزيز وغرس مفاهيم حب الوطن في نفوس الأجيال القادمة.