تتواجد أكب واحات شبه الجزيرة العربية في إمارة أبوظبي تحديدًا وهي قاعة ليوا التي تتواجد بالنطاق الشمالي من صحراء الربع الخالي، وتبعد بحوالي 220 كم عن الإمارة العريقة، وتحتوي على القلاع والحصون التي تروي الكثير من الحكايات مما يجعلها وجهة لتجسيد الحضارة والتاريخ في الوقت ذاته، ويعتبر دليل القلاع والحصون في ليوا أبوظبي من أماكن تراث أبوظبي الشهيرة والرائعة والتي تستقطب السياح إليها من مختلف الجهات في العالم، لذا نطلعك على أمثلتها فيما يلي:
من أبرز الأماكن التي اشتمل عليها دليل القلاع والحصون في ليوا أبوظبي هو برج أو قلعة موقب في منطقة ليوا، والتي تم بناؤها في عهد الشيخ سلطان بن زايد الأول -رحمه الله-، والذي كان يحكم أبوظبي في فترة ما بين 1992 إلى 1926م، بالتالي فإن برج أو قلعة موقب هو الأشهر والأهم بالمنطقة، وقد أعيد بناؤه في سنة 2004م، واستمرت مرحلة البناء إلى 18 شهر إلى حين انتهائها.
تقع قلعة قطوف في مَحْضَر قُطُوف بمنطقة قطوف في العاصمة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعند زيارتك لقلعة قطوف التاريخية سوف ينعكس عليك سحرها المعماري وتفاصيلها المبهرة والعظمة التي تضمنتها أركانها، في بداية دخولك إلى القلعة سوف تلاحظ روعة تشييد الأعمدة والسقف.
حيث يتكون سقف المدخل من الجريد والجذوع وسعف النخيل، وتتضمن جوانب القلعة زخارف من الهندسة ومسامير من النحاس يتشكل منها حيّز من الباب الخشبي، وسوف تلاحظ كذلك أن السلالم القريبة لك مصنوعة من الخشب، وسوف تنتقل بك إلى ثلاثة طوابق بها فتحات صغيرة.
مع العلم أن عرض قلعة قطوف يصل إلى ستين سنتيمترًا في بطين ليوا، وكانت مستخدمة منذ القدم في إطلاق السهام ورؤية الأعداء أو مراقبتهم، كما كانت القلعة في الماضي مكان لصد الأعداء بإطلاق السهام والذخائر، وتم استخدام الحجارة الصخرية كذلك في مراحل البناء، ومزيج يتكون من التبن والطين.
في قلعة الميل ليوا ستجد أجمل التفاصيل الطبيعية والتاريخية بإمارة أبوظبي، فهي قلعة ذات هيئة مربعة يحيط بها سور ارتفاعه خمسة أمتار، وتحتوي قلعة الميل ليوا على أربعة غرف واثنين من الأبراج المنيعة، حيث تتواجد قلعتين على جانبي مدخلها الأساسي، وتتميز ثالث غرفة بتواجد مدخل ونافذة بها، بينما يتميز مدخل رابع غرفة في قلعة الميل بإطلالته على صحن القلعة، استخدمت الحجارة الصخرية في مراحل بناء قلعة الميل، ومزيج من التبن والطين، وقد بُنيت قلعة الميل ليوا بهدف إطلاق الذخائر والسهام لصدّ الأعداء من مختلف الجهات.
يعتبر برج المارية الغربية بمثابة تشكيل لخطّ الدفاع الأول، وهو المنبر الرئيسي الذي يكشف ويرصد الأعداء، ويوجد سور كبير محيط به يصل ارتفاعه حتى ثلاثة أمتار على وجه التقريب، ويشتمل على المدخل الأساسي الذي يتزيّن بالمتاريس ذات الهيئة المثلثة، وتتمتع تلك التحفة المعمارية بجمالها الهندسي ومعالمها الفريدة من نوعها، فلا تفوّت إذًا فرصة زيارة برج المارية الغربية وما يحتوي عليه من دكة للجلوس، وأعمدة، وفتحات دائرية وطولية، وعقود دائرية ومسننة غير ذلك.
إن دليل القلاع والحصون في ليوا أبوظبي يتضمن حصن الظفرة المذهل، والمعروف بكونه من الحصون الكبرى في منطقة ليوا، وهو الأقدم على الإطلاق، حيث تم ذكره بالمخطوطات الأوروبية العتيقة والتي ترجع إلى سنة 1561، وحصن الظفرة مكوّن من برج وساحة ومربعة وهو معروفة بمنطقة ليوا، وتدل مجموعة من الآثار التاريخية به إلى أنه مبنى أو مُشيّد من قبل قبيلة بني ياس، وكان مستخدم في أوقات الحرب وأوقات السلم.
تم إطلاق اسم قلعة مزيرعة عليها نسبة إلى مجمع مزيرعة السكني، وهي تبعد عن جزيرة أبوظبي بحوالي 230 كم، ومكانها هو المنطقة الغربية، وقد بُنيت من الطبن على يد قبيلة القبيسات قبل أعوام ممتدة يتجاوز عددها مائتي عام، بهذا كانت القلعة من الشهود الحقيقين لتاريخ المنطقة الذي تشرفت به دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتألف من ثلاثة طوابق واشتهرت ضمن دليل القلاع والحصون في ليوا أبوظبي.
تتمتع بتواجد العديد من المعالم البارزة بها ومنها الفتحات الهندسية بالأعلى، فضلًا عن الشرفات المسننة، وكذلك غرفة الحراسة المظلمة، كما تُطلّ النوافذ على السلم الخشبي وصحن القلعة ومختلف المعالم المتميزة داخل قلعة ليوا وفي محيطها، بالتالي تعتبر من الأجزاء الهامّة والرائعة التي تتبع واحة ليوا في إمارة أبوظبي.
إن لوجهة قلعة الجبانة مسمّى آخر وهو قلعة اليبانة، وهي من الوجهات السياحية التاريخية الشهيرة والتي بُنيت منذ القرن التاسع عشر ميلادي، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- أعطى أمرًا بترميم قلعة الجبانة خلال الفترة التي تبدأ من 2002 إلى 2004م، وهو ما جعلا في النهاية تأخذ الشكل الهندسي الفريد والمدهش.
يشتمل دليل القلاع والحصون في ليوا أبوظبي على مجموعة من القلاع والحصون الأخرى التي يتجاوز عددها 15 قلعة وحصن، ونستكمل عرض أشهر وأبرز الأمثلة التي تجذب إليها الكثيرين من أنحاء العالم لمعرفة المضامين التراثية والتاريخية وعراقة الإمارات كما يلي:
سبب وجود العديد من القلاع والحصون في مدينة العين هو كونها البوابة الشرقية لإمارة أبوظبي، وهي تجاور واحة البريمي التي تركزت الأنظار عليها من قبل القوى المحلّية، بالتالي تؤمّن الإمارة من تلك الناحية خاصة وأن جبل حفيت بمثابة قلعة طبيعية من الاتجاه الشرقي، بالتالي لا بد من تأمينها من الاتجاه الغربي وبناء سلسلة من القلاع والحصون وهو السبب في تعددها الآن.
يعتبر الحصن الشرقي من أهم المباني التاريخية القديمة في واحة العين لكوننه قلعة ترتبط بنفوذ حكم عائلة آل نهيان بمدينة العين بدءًا من القرن 19، وتم تأسيسها من قبل الشيخ سلطان بن زايد سنة 1910 تقريبًا، وكانت إقامته بها قبل توليه حكم أبوظبي، وتعتبر قلعة الجاهلي والمسجد الذي يتبعها وقصر الحصن في أبوظبي من المباني التاريخية القديمة كذلك بالمنطقة، وأيضًا: قصر المويجعي، ومنزل حمد بن هادي الدرمكي، ومركز القطارة للفنون بمدينة العين.